رواية أنا يوسف pdf أيمن العتوم وصاح يعقوب: “وا أَسَفا على يوسف”. ولم تجفّ له دمعة، ولم تبردْ له عين، وتركَ أبناءَه، وأخذ نَفْسَه بعيدًا كأنّه لم يعدْ يُطيق رؤيتهم، ولم يعدْ يُحبّ من الحياةِ شيئًا، وجاءه صوتٌ من السّماء: “أتهربُ لأنّكَ لا تُطيقُ الألم، فاعلمْ أنّنا سنُذيقُكَ بعضَه لكي تعرفَ نفسَك”.
“وغلّقت الباب الأوّل، حتّى دخلتِ المزاليج في المزاليج والبكرات في البكرات والظلّفة في الظَّرْفة فكأنّه قطعةٌ من الجدار لا ينفكّ عنه، ثُمّ هتفتْ: “طَبَقي شهيّ”. ومضتْ به إلى الغرفة الثّانية، وغلّقت بابَها، فَسُمِعَ صوتُ أنينه، وقالتْ على إيقاع ذلك الأنين: “طَبَقي شهيّ، ومُمتلِئ”. وتقدّمَتْه، فغلّقت الباب الثّالث، وهي تهمس: “وقد نَضَّدْتُه لك من كلّ صنفٍ ولون”. وغلّقت الباب الرّابع، وقالتْ: “ولم تمتدّ له يدٌ قبلك”. وغلّقت الباب الخامس، وفَضَحها صوتُها الرّخيم: “وإنّه في أتمّ نُضوجِه”. وغلّقت الباب السّادس: “ولم أُقدّمْه لسِواك”. وغلّقت الباب السّابع: “فَكُلْ منه؛ فإنّكَ لن تجدَ في كلّ نساء الأرض امرأةً تُعدّه لكَ مثلي”.
اسم الكتاب : أنا يوسف
اسم المؤلف : أيمن العتوم
دار النشر : دار المعرفة للنشر والتوزيع
سنة النشر : 2019